الأصول اللّغوية عند الشيخ الطوسي (السماع والقياس إنموذجاً)

أصول النّحَو كما وصُفت بأنَّها القاعدةُ الأساسية أو المِيزان الذي يعتمد عليه علم النّحَو, وضابطٌ يُحدَّد له الطريق القويم , وهي أربعة أصول رئيسية مُرتبة حسب الأهمية: السُماع فالقياس فالإجماع فاستصحاب الحال , ومن ثم دليل فرعي آخر وهو الاستحسان ويرون أنَّ حُجته ضعيفة , سنتعرَّض في هذا البحث لأصلين من أصول النِّحو الرئيسية وهما :السُماع والقياس , وتطبيقاتهما عند الشيخ الطوسي في كتابه العُدَّة في أصول الفقه وما يقابله من قواعد أصولية فالسُماع في اللّغة , هو مصدر من الفعل الثلاثي سَمِعَ , والسمع : حس الأذن, والسُماع : الذكر الحسن , والُسماع : الغناء, والُسماع : ما سمعتَ به فشاع وتُكلم به, ومنهم من سمَّاه النقل , والنقل ,مصدر من الفعل الثلاثي نَقَلَ , ينقلُ والنقل في اللُّغة: تحويل الشيء من موضعٍ إلى موضع نقله والسُماع أمَّا يكون من الآيات القرآنية, والأحاديث النبوية الشريفة للنبي محمد ’, وأقوال الصحابة, والتابعين ,والمنثور من كلام العرب والشعر 0 أمَّا القياس فهو الأساس الثاني من أصول النّحَو ويأتي بعد السُماع بالأهمية ,وهو دليل لا يستغني عنه النُّحاة حتى إنَّهم قرنوا الّنحَو بالقياس أو المقاييس , ويأتي على قياس ما ذكره العرب من كلام من أهل اللّغة كالنُّحاة وغيرهم.