التوظيف السياسي للصورة

يهدف البحث الى معرفة ما تود الصورة إبلاغه بوصفها نصًا بصريًا، إذ أن الصور لا يتم التقاطها اعتباطًا، ولا سيما صور السياسيين، إذ لكل صورة رسالة حتى وإن اختلفت توجهات تفسير تلك الرسالة بين شخص وآخر، وقد اعتمد البحث على تطبيق منهجية قائمة على التحليل السيميائي بتطبيق نموذج لوران جيرفيرو في تحليل صورة زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للفلوجة في ذكرى الانتصار على داعش، وكون هذه الصور لغة مبنية على جملة من الدلائل البصرية أو الايقونية التي تندمج فيما بينها لتكون صورة ذات موضوع معين تحمل رسالة محددة أراد المرسل إيصالها الى الجمهور، كما وتكشف عن إيديولوجية المصور الذي يختار جزءًا من الحدث ليوجه إليه كاميرته. وتوصل البحث إلى نتائج عدّة منها: إن الأفكار والمعاني التي تضمنتها الصورة شكلًا ومضمونًا تنصب في إطار التسويق السياسي لشخصية رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، فضلًا عن ابرازه كشخصية قوية حادة الملامح، واستندت أساليب بلاغة الصورة بالتأكيد على وحدة المصير ونبذ الطائفية والقومية، إذ ساعد التنوع والتدرّج الوظيفي للكاظمي في مجال الصحافة والتوثيق التاريخي باكتسابه خبرة فن الظهور والتأثير في المتلقي، فضلًا عن عمله سابقًا في حقل حساس وهو المخابرات.