Search

تسعى هذه الدراسة الى تسليط الضوء على الاسباب التي ادت الى تبني الاوساط الاكاديمية ومعظم الفواعل الاقليمية والدولية لمصطلح المحيط الهندي والهادئ كفضاء جغرافي استراتيجي اوسع في تصورهم الجيوسياسي المعلن ، بدلاً من المصطلح السابق والذي يطلق عليه آسيا - المحيط الهادئ ، حيث يشكل الفضاء الجغرافي الجديد منطقة استقطاب دولية واقليمية تمتد من السواحل الغربية للولايات المتحدة الامريكية الى منطقة المحيط الهندي . تقدم هذه الدراسة ايضا مثالاً للإهمية الجيوستراتيجية التي تشكلها منطقة المحيط الهندي والهادئ ضمن التصورات الجيوسياسية للفواعل الدولية والاقليمية ،وذلك من خلال استعراض ديناميكية التنافس الاستراتيجي بين الصين واليابان في منطقة المحيط الهندي والهادئ .

تهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على التغييرات المهمة التي تشهدها السياسة الأمنية والدفاعية لليابان، وذلك نتيجة المتغيرات الاقليمية التي شهدتها منطقة شرق آسيا بعد إنتهاء الحرب الباردة ، والمتمثلة بصعود الصين ومحاولة الهيمنة الاقليمية من خلال طموحها في مد نفوذها البحري في منطقة بحر الصين الجنوبي والشرقي ،فضلا عن عملية التحديث المستمرة لجيشها ، بالإضافة الى النزاع البحري القائم في بحر الصين الشرقي حول جزر سينكاكو – دياويو والتي تطالب بها الصين وتسيطر عليها اليابان . توصلت الدراسة الى إن النزاع البحري القائم بين اليابان والصين في بحر الصين الشرقي ، فضلا عن سعي الصين المستمر لعملية التحديث العسكري وعملية إظهار القوة في بحر الصين الجنوبي والشرقي، اوجدت هذه المتغيرات حالة من اللايقين لدى اليابان تجاه نوايا الصين المستقبلية ، حيث اعتبرت اليابان إن السلوك الحازم للصين في بحر الصين الشرقي هو محاولة لتغيير الوضع القائم ، مما دفع باليابان الى تغيير سياستها الدفاعية بطريقة متسارعة لزيادة قدرات قوات الدفاع الذاتي ، ليصبح اكثر فعالية وقدرة في مواجهة اي عدوان خارجي مستقبلي.