Search

کان جیش المرابطین متکونًا من عناصر عدیدة منها العرب والبربر والزنوج والسودان، وکان لهؤلاء العناصر دور کبیر فی نشر الإِسلام فی جنوب الصحراء والمغرب والأَندلس فقد خاضوا العدید من المعارک وحقَّقوا انتصارات کبیرة على القبائل الوثنیة وعلى الإِسبان والفرنجة، وقد اتخذ یوسف بن تاشفین من الجند السودان حرساً خاصاً به وکانوا مخلصین له ، وکانت أَسلحة الجیش المرابطی کثیرة ومتنوعة منها الثقیلة مثل المنجنیق والدبابة ومنها الخفیفة مثل الخنجر والسیف والرمح ومنها وقائیة مثل الخوذة والدرع وکان المرابطین یقومون بتدریبات عسکریة لعناصرهم فی بدایة الأَمر کانت فی الرُبُطْ لتی أَنشأها الشیخ عبدالله بن یاسین ثم توسعت بعد ذلک بتوسع دولتهم وأَنشأوا لهم معسکرات، وکانت غانة من المناطق الممیَّزة التی فتحها المرابطین وانضم شبابها إِلى دولتهم وصاروا جزءًا ممیَّزًا فی الجیش.

يرتكز الإلحاد المعاصر في منهجه على فكرة العِلموية، والتي تزعم بأن العلم الطبيعي وحده كاف للكشف عن حقائق الأشياء، وأن لا حقيقة أو معنى أو هدف كامن وراء ما يكشفه العلم التجريبي، وأن الدين أو التصوف أو الميتافيزيقيا هي أشكال من الظلامية التي تتعارض مع المنهج العلمي. وهذا ما يؤكده دوكينز باستمرار وبقوة، حيث يفترض تحالفاً دائماً بين العلوم والإلحاد، من خلال اللجوء إلى العلوم الطبيعية، وخاصة علم الأحياء التطوري. إلا أن نُقَّاد موجة "الإلحاد الجديد"، يصرُّون على ما تنطوي عليه من تناقض متأصل، وخاصة إصرارها على أهمية "الدليل"، فبينما يُقدم الإلحاد باعتباره الاستنتاج المنطقي الوحيد الممكن، من سلسلة المقدمات البديهية، ينبّه كثير من فلاسفة العلم، على أن أساسه النهائي هو في الواقع استدلالي، وبالتالي فهو مسألة غير مؤكدة، فقد فحص الآخرون الأدلة نفسها وتوصلوا إلى استنتاجات مختلفة. وأصبح من السائد في أوساط المجتمع العلمي، أن المنهج العلمي المجرد لا يمكن أن يفصل في مسألة وجود الله، وأن الإلحاد العلمي مضطر إلى إحداث قفزة من اللاإرادية إلى الإلحاد، وأن الذين يؤمنون بالله إنما يَصِلُون إلى استنتاجاتهم الدينية، استناداً إلى أسباب أخرى، فالعلم المجرد يلائم الرؤية الكونية والدينية، وهو قادر على استيعاب كل من وجهات النظر الإيمانية والإلحادية على حد سواء.

فيما يأتي مجمل لما أفدناه في مطالب هذا البحث الذي يتناول مسألة علم الله تعالى بالجزئيات، والتأمل فيما قرره أهل النظر فيها الذين تباينت آراؤهم فيها بين النفي- وهو مذهب جمهور الحكماء، سوى ما كان من الكندي وأبي البركات البغدادي- والإثبات- وهو مذهب المتكلمين- وتأتي أهمية البحث من عد هذه المسألة من بين أهم المسائل الاعتقادية وأكثرها خطورة؛ وقد وصلت تبعات إنكارها إلى حد رمي المنكرين بالكفر، كما فعل الغزالي في غير واحد من مصنفاته. وقررنا بحثنا على منهج برهاني جاء في معظمه بالحَل والنقض، وأحياناً نردف الأدلة البرهانية المساقة ببعض الحجج الجدلية الحسنة المستندة إلى مقدمات مسلم بها؛ للاستفادة من نتائجها الإلزامية. ويأتي بحثنا في مطالب ثلاثة، جعلنا أولها تمهيدا لبيان مفهومي الجزئي والكلي، وماهية العلم وحقيقته وأقسامه، وتمييز علم الله تعالى من بينها وكيفيته. وأوردنا في المطلب الثاني أهم الأدلة الموجبة لثبوت علمه تعالى مطلقاً، وعرض الشبهات المثارة حول كمالية علمه تعالى من جميع الجهات، كعدم علمه بذاته أو بغيره أو بغير المتناهيات، وتحليلها ومن ثَم ردها ونقضها. وخصصنا الثالث لعرض الحجج التي حررها منكروا علم الله بالجزئيات وبيان مدى تماميتها، ثم تقرير أهم الحجج الموجبة لثبوت علمه بها.